( إن شاء الله يومي قبل يومها )
قالها وهو يبكي بألم وحرارة عندما مرضت زوجته وأعلمهم الطبيب أن حالتها خطيرة ..
كان هو في 69 من عمره وكانت هي 64 من عمرها ...
عاشا معا حقبة من الزمن .. كانا رفيقين على حلو الحياة ومرها ..
كان يكدح لتوفير اللقمة لأبنائه وبناته وكانت تعينه بما تستطيع من كد يدها لكي لا ينقصهم أي شئ..
كان يحمل بين جوانحه طيبة العالم .. كل من حوله يحبونه ويوقرونه وذلك لسمته الطيب .. كان لا يرضى أن يرى إثنان متخاصمان ،لا يرتاح حتى يصلح بينهما .. يرعى الأرامل ويعينهن .. يؤنس جيرانه بصوته الرخيم وهو يتلو القرآن العظيم في قيامه لليل ...
تألم كثيراً لمرض زوجته ...
تحسنت حالتها بعد مرور فترة من الأزمة الصحية التي مرت بها تلك الأم الرءووم .. التي طالما تحملت من أجل أبنائها ولا زالت توفر لهم كل الحب والحنان حتى بعد ما كبروا وتزوجوا وأصبح لهم أبناء..
يسر الله لهما الذهاب إلى الحج .. كانت هذه أمنية تلك الزوجة ولطالما دعت الله أن تحج إلى بيت الله الحرام ..والحمد الله إستجاب الله لها
ذهبا معاً وتعرف هناك على الكثير من الحجاج الذين أحبوه كثيراً ، حتى موضيفوا الطيران أحبوه وذلك لروحه الإجتماعية التي حباه الله بها ..
وصلا لأشرف بقاع الأرض .. قالت زوجته بكى فرحا عند وصولهما هناك وكانت أدمعه سباقة دائما للرأفة التي بقلبه
ليلة الوقوف بعرفة .. إرتفعت حرارة الحاج الذي معه فذهب به إلى مكان الحملة الصحية التي كانت بعرفة .. تم إعطاء زميله الحاج الدواء وعاد به إلى مكانهم بخيمتهم المخصصة لهم بالجبل هناك .. سهر على راحة زميله الحاج .. ولكن الذي لم يكن بالحسبان ، أنه تعرض لأزمة قلبية فذهب على إثرها للحملة الصحية وعندما وصل باب الخيمة توفاااه الله ...
سبحان الله توفي وهو الصحيح المعافى وتماتل للشفاء زميله المريض
تمت الصلاة عليه هناك في عرفة ودُفن في مقبرة عرفة في جبل الرحمة وعادت زوجته لوحدها تحمل آلالام العالم بصدرها.... بكت كثيرا ودعت له أكثر ..وتذكرت كيف كانت أيامهما معاً ...
كان ذلك الحاج أبي .. وتلك الحاجة أمي
رحل أبي ..
لم يكن مجرد أب .. كان صديقي ورفيقي
برحيله .. رحل كل شئ
وبفقده .. فقدت كل شئ
رحل أبي ولكن لا يزال موجود بيننا بحب الناس له وتذكرهم له في جميع الأوقات
رحمك الله ياأبي وصديقي ورفيقي وتقبلك برحمته وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة وجميع أموات المسلمين.