قال الله تعالـى : (وترى كثــراً منهم يسارعون في الإثـم والعدوان وأكلهم السُحـت لبئس ما كانــوا يعملون ) المائدة 62
وقال جل في علاه : (لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السُحت لبئس ما كانوا يصنعون ) المائدة 63
قال الشوكاني : وبخّ الله سبحانه وتعالى الخاصة وعم العلماء التاركون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما هو أشد وأعظم من توبيخ " فاعل المعاصي " كأن أكبر المعاصي ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكـر ، فليفتح العلماء مسامعهــم لهذه الآية ويفرجــوا لها عن قلوبهم ، فإنها قد جاءت وافية البيان الشافي لهم بأن " كفهم عن المعاصي " مع ترك إنكارهم على أهلها " لا يُسمن ولا يُغني من جوع " بل هم أشد وأعظم وبالا من العصاة .
إن التعبير بقوله تعالــى (يصنعون) يعني : التعمد وسبق الإصرار على السكـوت مما يجعل منــه جريمة توفــرت أركانها من العلماء ، أما العاصي فإنه يعيش لحظة من لحظــات الضعف الإنساني وتحت وطأة الغريزة وينحرف ولــذا وُصِف إنحرافه بالعمل (يعملون) لا بالصنع كما وسبق ، بينما العامل يمسك بيده طوق النجاة ، لكنه يترك اليم يحتويه.
لا يكن أفضل ما نلت من دنياك بلوغ لذة أو شفاء غيظ بل (إطفاء باطل وإحياء حق)