تجود السماء بعطائها منذ الصباح .. والكون يغطيه لون ينذر بالعطاء .. بالجود الرباني
وتتكلم السماء بلغتها .. لغة الحب .. وتتلقف الأرض تلك الكلمات وتُسبح حينما تجود السماء ..ويلمع كل شئ
ويخضوضر كل غصن .. وتندى كل الطرق والأوراق ... هو العطاء الرباني إذا إنهمر!!
يا لكل هذا العطاء .. من أين؟؟
أمطري .. أمطري ما تشائين ولتسل منك الجداول ..أنهاراً ولتمتلئ منك الآبار..
أمطري ..إنك ستمسحين آثار المشاة القليلون وستغسلين الأشجار والشوارع وأسلاك الكهرباء وواجهات المحلات المغبرّة...
لكن حذارِ أن تشعري أنك قادرة على مسح خطايا البشر ..!!
إنها أكثر إلتصاقاً بهم من أن تمسحيها عنهم..
لستِ قادرة أن تغسلي شواظ الحر الذي منه أعاني .. لأن في أعماق قلبي نار قلق لاهبة لن تطفئها رياح مهما اشتدت ولا أمطار..
ولكنكِ إذ تمطرين وتمطرين وأنا أرقبك من مكاني هذا .. أستشعر قليلاً من عزاء .. عزاء بأن هناك من يبكي معي..
آهٍ .. أيتها السماء
لكلٍ دموعه ..
دموعي هي بقايا نفسٍ معذبة .. أما دموعك فهي دموع فرح ورضى
دموعي دوامات شجن عانيتها وأعانيها .. ودموعك بدور الحياة تنبتها الأرض
دموعي رمادية .. حزينة .. ودموعك بيضاء نقية كبياض الثلج
.وهيهات أن تتشابه الدمعتان
هيهات