قال سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم :
أتاني جبريل فقال : يامحمد ، عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه إستغناؤه عن الناس.
حققه الألباني . حديث حسن
**********************************************************
قال الغزالي : القصد بها تأديب النفس عن البطر والأشر والفرح بنعيم الدنيا ، بل بكل ما يزايله بالموت ، فإنه إذا علم أن من أحب شيئاً يلزمه فراقه ويشقى لا محالة بفراقه ، شغل قلبه بحب من لا يفارقه وهو ذكر الله فإن ذلك يصحبه في القبر فلا يفارقه وكل ذلك يتم بالصبر أياماً قلائل فالعمر قليل ، بالإضافة إلى حياة الآخرة ( وعند الصباح يحمد القوم السرى ) ، فلابد لكل إنسان من مجاهدة فراق ما يحبه وما فيه فرحه من أسباب الدنيا.
وقال : من لا يؤثر عز النفس على شهوة البطن فهو ركيك العقل ، ناقص الإيمان ، ففي القناعة العز والحرية ولذلك قيل أستغن عمن شئت فأنت نظيره واحتج إلى من شئت فأنت أسيره وأحسن إلى من شئت فأنت أميره.
قال حاتم لأحمد : ما السلامة من الدنيا وأهلها؟
قال : أن تغفر لهم جهلهم وتمنع جهلك عنهم وتبذل لهم ما في يدك وتكون مما في أيديهم آيساً.
أخيراً .. نبه الحديث إلى قصر الأمل والتذكير بالموت وإغتنام العبادة وعدم الإغترار بالإجتماع والحث على التهجد.