قالوا لها خلي حجابكِ جانباً
قد تزهرينَ وتزدهينْ
وسيعلو شأنكِ إن كشفتِ الجيدَ
والعنقَ الجميلَ وتنعمينْ
ويصفق الكونُ احتفاءً بالسفورِ
وقد تلينْ
كل المصاعبِ والمخاطرِ في طريقٍ
تسلكينْ
قالوا لها خلي التأخرَّ والتخلفَ
وانظري نحو اليمينْ
نحو اليسارِ تلفتي..وتلفتي
هل تبصرينْ؟
إنّ التقدمَ في انفتاحٍ وانطلاقٍ
تبدئينْ
إنّ التخلفَّ في حجابٍ خلفه
تتعثرينْ
خلي حجابكِ جانباً
وإليكِ عقدَ الياسمينْ
قالتْ لهم
أنا زهرةٌ في روضةٍ
ويحيطني سورٌ أمينْ
أنا درةٌ مكنونةٌ في عمقِ بحرٍ
قاعُهُ صلبٌ مكينْ
يحميني من لجٍ ظلومٍ حالكٍ
ويذود مكرَ الصائدينْ
أنا نجمةٌ لألاءُ في وسطِ الدجى
لولاهُ لا نورٌ مبينْ
أنا في العلا بين الثريا بهجةٌ
أسمو وأعلو فوق أوباشٍ وطينْ
أنا نحلةٌ أنا في الخلية أختفي
شهدي شفاءُ العالمينْ
كيف الرحيقُ مذاقُهُ حين
الخليةُ موطئٌ للعابثينْ
يا كونُ قفْ واشهدْ بأني حرةٌ
رتلْ كتابا واتلُ عهد المرسلين
هذا حجابي عزتي وهويتي
هذا الحجابُ أريجُ عقد الياسمينْ