بعد الحادية عشرة ليلاً ، أويت إلى فراشي لأنام ، فإذا بي أشعر ببرد قارس شديد وأنا أتدثر تحت غطائي
في تلك الأثناء تذكرتهم وما غابوا عني ولكن شعرت بألم شديد يعتصر مهجتي .. ويهز أركانه
تذكرت أطفالنا .. كيف ينعمون بالنوم الهنئ والدافئ بأحضان أمهاتهم ..
وتذكرتهم كيف يلف البرد والصمت والظلمة بهم ..
تذكرت كيف ننعم برغد العيش..
وكيف يعيشون .. تتلوى أمعائهم من الجوع والفقر وراء ذلك الجدار القاتل
تذكرت .. وتذكرت .. وأنّ جَناني .. قبل شفاهي
إعتصر قلبي وبكى فؤادي لأهلي في غزة العِزة
شعرت بألم وحرقة لأجلهم ودعوت الله في ذاك الليل حالك الظلمة ..
اللهم أبدل بردهم دفئا وجوعهم شبعا وظمئهم رياً .. اللهم فرج كربهم ويسر أمرهم وأعلي شأنهم وانصرهم .. اللهم لا نملك إلا الدعاء ولا ملجأ لنا إلا أنت .. أنت ناصر المظلومين فانصرهم ولم شملهم وأبدل خوفهم أمنا... ياقوووي ياعزيز.